تأملات إســـــلاميـــة مواقـــــــــــف وعـــــــــــــبر
03/06/09, 08:15 pm
تأملات إســـــلاميـــة
مواقـــــــــــف وعـــــــــــــبر
مواقف وعبر سطور هداية واسوة وعظة لمن كان له قلب يتأثر
وعقل يتأمل ويتدبر فيها بيان القرآن وبيان النبوة وكلها تأخذ بيد
الإنسان نحو الرشد واستقامة الطريق وقد جاءت هذه المواقف
والعبر في سفر ضخم أحسبه النهر أو البحر خطه بقلم داعية
مجتهد هو فضيلة الدكتور محمد محمد داود متأثرا فيها بالأسلوب
التعلمي: ربط المواقف الحية من واقع الأحداث بهدي القرآن
والسنة النبوية وهو أسلوب علمه واستنبطه من هذين المصدرين
الرئيسين للتشريع وكما في مواقف كثيرة حدثت في عصر النبوة
والسلف الصالح.
والهدف.. ان تظل ثمرة هذه المواقف من العظات والعبر باقية في
النفوس تؤتي أكلها كل حين خاصة انها تشتمل علي موضوعات
متنوعة مما يشغل الناس ويكون سلوكياتهم ويبني وجدانهم من
الإيمانيات إلي العبادات والأخلاق والمعاملات وهي جميعا تصب
في ترقيق القلوب وبناء شخصية الإنسان السوي وتمهيد طريق
العودة لله عزوجل ليحقق الانسان امنه وسعادته في الدنيا وأمانه
ونعيمه في الأخري.
علي ان تناول هذا السفر الضخم الذي يقع في أكثر من900
صفحة في هذه المساحة الصغيرة هو شيء صعب بالتأكيد لذلك
أقدم موقفا والعبرة منه رأيت فيه مشهدا من مشهد الوداع وموقفا
من مواقف الرحمة والمشهد والموقف كانا في حضرة النبي صلي
الله عليه وسلم وفيهما نستشعر آلم الفراق ودموع الرحمة علي
عزيز يغادر دنيانا عنا ونهاية الموقف والمشهد الرضا بقدر الله
والاستسلام لما يريد ولا نقول الا ما يرضي ربنا
ذات يوم.. دخل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه علي رسول
الله صلي الله عليه وسلم وولده إبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا
رسول الله صلي الله عليه وسلم تذرفان الدموع فقال له
عبدالرحمن بن عوف: حتي أنت يارسول الله؟ فقال الرسول صلي
الله عليه وسلم: يا ابن عوف إنها رحمة ثم قال عليه الصلاة
والسلام:
إن العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا
لفراقك يا إبراهيم لمحزونون هذا كما يقول د.داود موقف نبوي
كريم تتجلي فيه مظاهر الرحمة وأثرها في العطف علي الغير
خاصة ان الله تحدث عنه بقوله وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين
وفي هذا الموقف يعلمنا النبي صلي الله عليه وسلم ان معني
الرحمة ومداها يمتد ليشمل القريب والغريب وربط بين الإيمان
والرحمة لن تؤمنوا حتي تراحموا قالوا: يارسول الله كلنا رحيم
فقال النبي صلي الله عليه وسلم: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبة
ولكنها رحمة العامة
ونتعلم من هذا الموقف ايضا ان الإسلام لايصادر المشاعر ولا
يمنع العواطف وانما يهذبها في إطار ما يرضي الله عزوجل ولعل
بعض الصحابة حين رأي دموع الحزن من سيدنا رسول الله صلي
الله عليه وسلم اصابته الدهشة حتي قال: حتي أنت يارسول الله؟
وكأنه يريد ان يقول: إن العظماء ليس لهم اظهار ذلك وكأن جمود
المشاعر امام الأحداث الصعبة من سمة القادة فصحح له النبي
صلي الله عليه وسلم هذا المفهوم وبين ان الإنسان لا تغادره
مشاعره ولا دموعه ولا عواطفه وانما المطلوب ان تجري هذه
المشاعر وتلك العواطف في حدود ما يرضي الله عزوجل ولا تدفع
الإنسان مع الانفعال بها إلي شيء يغضب الله تعالي وهذا هو قول
النبي صلي الله عليه وسلم: يا ابن عوف: إنها الرحمة ان العين
لتدمع, وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لفراقك يا
إبراهيم لمحزونون
- أحمد الجابرمراقب عام
- تاريخ التسجيل : 07/06/2009
المشاركات : 46
رد: تأملات إســـــلاميـــة مواقـــــــــــف وعـــــــــــــبر
10/06/09, 04:28 pm
بارك الله فيك
أخي الغالي ماجد
- expertمراقب إداري
- تاريخ التسجيل : 10/06/2009
المشاركات : 2
رد: تأملات إســـــلاميـــة مواقـــــــــــف وعـــــــــــــبر
10/06/09, 04:42 pm
بارك الله فيك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى